خواطر مازنية

خواطر
Typography
  • Smaller Small Medium Big Bigger
  • Default Helvetica Segoe Georgia Times
أبحر في بحور الآمال فسلمته لأمواج الأيام الخائنة 
وعادت إلى شواطئ الأمان تراقب غرقه في أمواج الواقع!

على نواح أشعة الشمس 
يودع الخريف المدينة التي بدأت تعد العدة لاستقبال الشتاء 
تنفتح الأمسيات على مصراعيها 
عينان شاخصتان تتأملان الأفق الضاري
الأيام تمضي مسرعة الخطى تهاجر إلى المجهول، 
الزمن كالاسفنجة يمتص حياتنا ودمنا وعرقنا وأحلامنا 
ولازال شوك القلق ينمو في حقول الرغبات المبهمة
وحيد مع الشمس المبلولة بالدمع الأحمر 
و القمر المدموغ بريح الصمت 
والنجوم المختبئة اللامعة خلف الغيوم الداكنة أبادل ارقها ارقا 
وحيد مع ذكرياتي

ماذا سأفعل بالقمر والنجوم طالما أنت غائبة؟.

 

بانطفاء الشمس كل يوم تنطفئ شمعة من شموع العمر
مغيب الشمس الأرجواني المتماوج على أهداب المساء
سرور لمنظر المغيب يمتزج مع الحزن لهروب النهار و تسلل الليل 
القلم يريق دموع شوقه على خدود الورق سارقا منها نقائها وطهارتها
يلقحها بالأفكار ويجعلها جديرة بالحياة 
خيوط الأمل تحيك سلاحاً في مواجهة جنود القلق 
جسد هنا ولازال القلب هناك 
قلم يرسم شخبطات لا مبالية 
يذرف دموعه على النقاوة البيضاء 
يفكر أن يرسم حروفاَ وكلمات .
على شرفة الأحزان المأهولة بالتعب والأرق والنعاس 
أرى أمامي الدروب، 
من على البعد 
أرى نور نافذة ووجه قرمزي وغابات نخيل 
يوم جميل لا يمكننني تحمله 
فأنت لست هنا. وانا لست هناك ! 
كما تميل الشمس مودعة نهارا طويلا 
طاوية صفحة من الماضي، 
كان الفراق 
أشواق كبيرة تعجز الكلمات عن وصفها 
وعواطف حارة تدفئ شجرة الذكريات 
ذات الجذور المتعمقة في أرضها الأم 
ذكريات كطيور النورس تلهم بالعودة إلى شواطئ الأمان 
وستكون العودة ذات صباح 
سيبدأ يوم مشرق جديد.
ليزهر ربيعا فيملأ الوجدان بعبق أزهار ورياحين
 
شمس خريفية ماكرة معفرة بالدماء تعانق الافق الضاري 
تتوارى في جرحه المندمل مع المساء بكبرياء ممطر 
السماء الغائمة ستهب عما قريب الأرض الحياة
مجرى نهر هموم يزداد غزارة بقدوم  فصل الشتاء 
ينبع النهر من الذات ويصب في بحرها 
فيزيد ماءها وربما ملوحتها فتهطل أمطار كلمات 
تروي صحراء النفس الجدباء 
صحراء البكاء الملتهبة حنينا إليها 
 
الاستيقاظ صباحا على أنغام فيروز و صور حلم الأمس 
صور تهبط من القمر الليلي سرا على رؤوس أصابعها .
دقات الساعة الجدارية تتزامن مع دقات القلب 
تعلن العاشرة
على الطرف الآخر يأتي صوت الصمت
وتسائل تحمله ذبذبات الكترونية 
كيف لنا ان نقرب مسافات باعدتها الايام !
صمت يعذب ويضاعف الحيرة 
ولكني كالصبر لا يمل انتظارا.
 
 
أحاول تعلم النسيان 
و الا اذرف الدمع على مشاعر تم إعدامها 
ان اترك محطات يأسي دون رجعة
بت حائرا محيرا أبحث عن سراب أمل
احاول أن أوصد أبوابي دون الاشتهاء والصبابة 
والغواية و التوق إلى حيثيات الجسد.
القمر مختبئ خلف الغيوم 
الطبيعة استبدلت أصوات العصافير بأصوات الصراصير
المدينة غافية والأنوار مطفأة
الغيوم كالحياة تتشكل وتهطل معرفة وتتلاشى 
عيناي تشعان ببريق الدمع توشكان على الصراخ
 
 
كم هي بعيدة محطة النسيان ؟ 
وكم هو شاق ومتعب الوصول اليها  ؟
التعب والوجع والقهر والبكاء محطات  
لابدأن تقطعها في طريقك الى محطة النسيان 
في الداخل رغبة  مكنونة في الرحيل 
الرحيل حتى عن ذاتي المغتربة 
هناك أشخاص يمكن أن تنساهم 
وهناك اخرون لم يخلقوا للنسيان ! 
في الحلق غصة تمنع الصراخ 
وفي القلب وجع حياتنا آهات وآلام 
علمتني الحياة أن البكاء والنحيب لن يعيد الأموات 
ولكن مدينتي حلب سئمت رائحة الشواء البشري 
ونحيب الأمهات اليومي ولوعة الإباء  
بينما يسير المجرمون  قدما في خطتهم المثيرة للجدل 
نحو وطن خال من المواطنين ..
يصلح للعيش فيه الأغنام والخنازير  .
الاشياء حولنا لم تعد تشبهنا !
هو زمن الصمت فالأجوبة تقتلنا
 
 
الشمس القرمزية تميل مودعة نهارا شاقا طويلا .
الأبنية والأشجار تكتسب لون الهزيع الأول من الليل .
سافيات ريح تشرين تعصف بالنوافذ 
كما سافيات الشوق تعصف بالقلوب.
أضم ذكرياتي بقوة كما لو كنت أضم حبا قديما .
دموع الاشتياق تغرق المقل
فتحول دون رؤية حقائق جميلة. 
قطرات الخوف تصب في كاس القلق فتملئها.
ذكريات كالحديقة.. ارتاح بين أشجار ومضاتها
 
 
الأنواء لملاقاتك قاسية، 
أضفت إليها قطرات من رحيق الصبر فلم تلين
موج أخبار في الغربة يصر على إعادتي لصلد الصخور. 
كل ماحولنا يقود إلى المجهول عبر مسالك الخوف وأزقة القلق
ورغم انعدام الرؤيا فلازلت أحاول السير في طريق مجهول
فربما لازلت هناك ؟ وربما القاك