الشمس القرمزية تميل مودعة نهارا شاقا طويلا .
الأبنية والأشجار تكتسب لون الهزيع الأول من الليل .
سافيات ريح تشرين تعصف بالنوافذ
كما سافيات الشوق تعصف بالقلوب.
أضم ذكرياتي بقوة كما لو كنت أضم حبا قديما .
دموع الاشتياق تغرق المقل
فتحول دون رؤية حقائق جميلة.
قطرات الخوف تصب في كاس القلق فتملئها.
ذكريات كالحديقة.. ارتاح بين أشجار ومضاتها
فرح لمنظر المغيب يمتزج مع الحزن لهروب النهار و تسلل الليل
القلم يريق دموع شوقه على خدود الورق سارقا منها نقائها وطهارتها
يلقحها بالأفكار ويجعلها جديرة بالحياة
خيوط الأمل تحيك سلاحا في مواجهة جنود القلق
جسد هنا ولازال القلب هناك
قلم يرسم شخبطات لا مبالية
يذرف دموعه على النقاوة البيضاء
يفكر أن يرسم حروفا وكلمات .
على شرفة الأحزان المأهولة بالتعب والأرق والنعاس
أرى أمامي الدروب،
من على البعد
أرى نور نافذة ووجه قرمزي وغابات نخيل
يوم جميل لا يمكننني تحمله
فأنت لست هنا. وانا لست هناك !
أضفت إليها قطرات من رحيق الصبر فلم تلين
موج أخبار في الغربة يصر على إعادتي لصلد الصخور.
كل ماحولنا يقود إلى المجهول عبر مسالك الخوف وأزقة القلق
ورغم انعدام الرؤيا فلازلت أحاول السير في طريق مجهول
فربما لازلت هناك ؟ وربما القاك !
اوقظتني كلماتك من حلمي فرايتك بعيدة
فقطفت دموع عيني وصببتها حقدا على البعد .
لأول مرة يصمت الحبر في قلمي
تذبح قوافي الشعر في أوكارها
تنام الأحرف في فراش الكلمات
تغتال العبارات وتسجن الأفكار
الأحلام في محطتها الأخيرة
في كل رواية كنا نحن الأبطال
وفي كل حكاية كانت لنا فصول
الرحيل ينادي رغم أن العيون متلهفة للقاء
رغم أن الرحيل كان مرفوضا بكل اللغات والألوان والصفات والكتابات
سأرحل
من أجلنا ومن اجل المستقبل
سأرحل
واحمل في هجرتي إلى فجر جديد مالا أطيق
سأرحل
واحمل في البال لحظات صدق عشناها سوية
سأرحل
فلن اقدر على البقاء مع جسد مليء بالطعنات
فالجرح لا يتورد زنبقة
.