يعيش قطاع تربية وتصدير المواشي في رومانيا، منذ أكثر من أسبوعين، على وقع الصدمة والخسارة، إثر تفشي مرض فيروسي يسمى “طاعون المجترات الصغيرة” في مجموعة من المزارع والاسطبلات،
حيث جرى اكتشاف أول حالة إصابة في مزرعة تجارية في بلدة “بايا” في مقاطعة “تولسيا” في الـ11 من شهر يوليوز الجاري، قبل أن يتم اكتشاف حالات مشابهة في مناطق أخرى؛ وهو ما تسبب في نفوق قطعان الأغنام.
وأمرت الهيئة الوطنية للصحة البيطرية وسلامة الأغذية في رومانيا “ANSVSA”، في إطار خطة لمنع انتشار المرض، بالقتل الفوري لقطعان الأغنام والماعز في المزارع المتضررة ودفن جثثها. كما منعت نقل الماشية أو منتجاتها خارج المناطق الموبوءة، حسب ما أفادت بيان للهيئة سالفة الذكر التي عقدت اجتماعا مع المصدرين أكدت من خلاله أن “تصدير الأغنام إلى بلدان ثالثة (خارج الاتحاد الأوروبي) لم ولن يتوقف”.
وتعهدت “ANSVSA” بـ”دعم تنمية صادرات الأغنام إلى الخارج، بما في ذلك عن طريق إعادة التفاوض على شروط التصدير إلى بلدان ثالثة وإنشاء نظام اختبار إضافي لشحنات الماشية الموجهة للتصدير”؛ فيما أعلنت وزارة الزراعة والتنمية الريفية في رومانيا عن استعدادها لتعويض المتضررين من تفشي “طاعون المجترات الصغيرة”.
في سياق مماثل، جرى اكتشاف حالات إصابة مشابهة في اليونان، حيث جرى قتل حوالي 8 آلاف رأس من الأغنام حسب ما أفادت به وسائل إعلام يونانية، أكدت أن السلطات البيطرية في هذا البلد تجري الفحوصات الضرورية لاكتشاف الطريقة التي وصل بها هذا المرض الفيروسي إلى اليونان؛ فيما تشير أصابع الاتهام، حسب المصادر ذاتها، إلى مجموعة من الدول منها رومانيا.
وحسب معطيات رسمية سبق أن حصلت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية من الهيئة الوطنية للصحة البيطرية وسلامة الأغذية في رومانيا، فإن المملكة المغربية استوردت، في العام الجاري وإلى غاية أواخر يونيو الماضي، أكثر من 71 ألفا و100 رأس من الأغنام.
من جهته، كشف مصدر مهني مطلع من مستوردي المواشي بالمغرب أن “استيراد الأغنام الرومانية كان فقط بمناسبة عيد الأضحى من أجل تعزيز العرض الوطني من المواشي الموجهة للذبح”، مؤكدة في الوقت ذاته أن “استيراد الأغنام من هذا البلد ومن بعض البلدان الأخرى متوقف في الوقت الحالي بسبب توقف الدعم الذي يمنح للمستوردين من طرف الحكومة”.
وشدد المصدر ذاته، في حديث مع هسبريس، على أنه “لم يتم تسجيل أية إصابة أو حالات مشبوهة ضمن الأغنام الرومانية التي جرى استيرادها خلال فترة العيد”، مؤكدا في الوقت ذاته أن “جميع شحنات الأغنام المستوردة من الخارج لا يتم تسويقها وبيعها للعموم إلا بعض إخضاعها لفترة حجر صحي لمدة أسبوعين للتأكد من خلوها من أية أمراض، وبعد الحصول على ترخيص بذلك من طرف المختصين في المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية”.
وحسب منظمة الزراعية والأغذية للأمم المتحدة (الفاو)، فإن فيروس “طاعون المجترات الصغيرة” هو “مرض حيواني شديد العدوى”؛ غير أنه لا ينتقل إلى الإنسان، ظهر لأول مرة في أوائل أربعينيات القرن الماضي في ساحل العاج وانتشر إلى مناطق واسعة في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا وأوروبا”، مشيرة إلى أن هذا المرض يتسبب سنويا في خسائر مالية تقدر بأكثر من ملياري دولار أمريكي.
