رومانيا بلد الشرق الأوربي ، هنا تجد اثار الشرق العربي في كل زاوية من أركانها و تتغلغل في العلاقات الاجتماعية التي تلمسها بدفئها الشرقي، وتجد طعمها في مأكولاتها و تسمعها في أغانيها وموسيقاها.
بدا التأثير العثماني (الشرقي) في منطقة البلقان بشكل عام ورومانيا بشكل خاص في القرن الرابع عشر حين احتلت تركيا الإمارتين الرومانيتين (فالاهيا وملدوفا) ،ودرجت العادة ان يمنح السلطان العثماني قادة الجيش فرقة موسيقية ترافق الحاشية تتألف من 10-20 عازفا على الات الناي ( الشرقي) والطنبور والكمان والعود ، والناي الشرقي يشبه المزمار المصري التقليدي وهو يختلف عن البان فلوت او الناي الروماني والذي يحتوي على 20 قناة مسدودة مختلفة الأطوال ،
والألة الثانية هي الطنبور ( البزق) وهو الة وترية تشبه العود ، وتشاهد رسومها حتى اليوم على جدران الكنائس والأديرة الرومانية المبنية في القرن السابع عشر مبرزة أهميتها في تلك الفترة ، وتشاهد أيضا في كنائس مقدونيا وصربيا .
اما الالة الثالثة فهي الكمان الذي استطاع ان يجد له المكان الأفضل بين تلك الآلات في المجتمع الروماني ولايزال حتى اليوم احد اهم الآلات المستعملة في الجوقة الغنائية هناك.
لقد احب الأمراء الرومان في القرنين السابع والثامن عشر تناول الطعام بمرافقة العازفين على الحان الموسيقى الشرقية ، وتعدى هذا الأمر إلى ان بعض الأمراء أجادوا العزف على تلك الآلات كالأمير الروماني "ديمتري كانتمير" الذي اشتهر بالعزف على ألة الناي والطنبور، بل والف بحثا في علوم الموسيقى الشرقية ، تناول العلاقة بين الأصوات الموسيقية الشرقية والحروف العربية ،
والتصقت بالفولكلور الروماني الكثير من الأنماط الموسيقية الشرقية ، مثل البدايات الموسيقية قبل الأغنية والحوارات الغنائية الثنائية ، ولاتزال الأذن الموسيقية الرومانية حتى اليوم تميل إلى الاستماع للموسيقى الشرقية وتفضلها ، حتى ان أغاني عمرو دياب ومحمد منير ونانسي عجرم ومحمد عبده تجد لها مكانا لدى فئات الشباب وتصدح بها النوادي والمقاهي والبيوت ، وهناك الكثير من الألحان التي تم تأليف كلمات رومانية على انغامها فقد ابتكرت الأحياء الشعبية في رومانيا نوعا جديدا من الموسيقى الشعبية دعته بال "مانيليه" وهو عبارة عن أغاني بالحان عربية او تركية او هندية ركب لها كلمات شعبية تحوز على جمهور كبير من المستمعين خاصة ان مطربيها مثل ( كاتالين ارابو – فلورين سالام – ادريان مينونه) يستخدمون الرقص الشرقي مصاحبة للأداء ، ورغم وجود محطة راديو خاصة تبثها ، ورغم تنافس الحفلات والمحطات التلفزيونية على إذاعتها ،لكن لاتزال الفئة المثقفة تعتبرها أغاني شعبية لا تعبر عن الثقافة الرومانية .