تحدثت صحيفة "نيويورك تايمز" عن طريق يمر برومانيا وبات شرياناً للحياة بديلاً للبحر الأسود الذي يتعرض لتهديدات روسية.
رابط الدانوب أثبت أنه الأكثر كفاءة فبعد ازدحامٍ مروري لسفن شحن عَلَقَت في البحر الأسود لأسبوعين بانتظار دورها دخول دلتا نهر الدانوب لتحميل الحبوب الأوكرانية، وصل البحارة المصريون أخيراً إلى البر في نهاية الأسبوع الما وجددوا مخزونهم المتناقص من المياه العذبة والغذاء. واختلطت مشاعر فرحتهم بتخزين ما يكفي من الطعام والشراب بالقلق من قناة سولينا بعد توقفهم القصير في ميناء سولينا الروماني. والقناة فرع من الدانوب داخل أراضي حلف شمال الأطلسي، تمتد إلى جزء من النهر حيث هاجمت روسيا في الأسابيع الأخيرة ميناءين نهريين أوكرانيين على الأقل.
دلتا الدانوب بديلاً
وعندما انسحبت روسيا من اتفاق الشهر الماضي يضمن مروراً آمناً للسفن التي تُحمِّل الحبوب في أوديسا والموانئ الأوكرانية الأخرى المطلة على البحر الأسود، بدا أن دلتا الدانوب تكفل بديلاً خالياً من المخاطر نوعاً ما، وإن كان مُزدحماً.
ومنذاك الحين، تقول "نيويورك تايمز" إن روسيا سعت إلى نسف هذه الفكرة إذ قصفت منشآت تحميل الحبوب الأوكرانية هناك أيضاً.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن القوات الروسية شنت هجوماً في وقت مبكر يوم الأربعاء على ميناءي ريني وإزمائيل بطائرات مُسيرة، مما ألحق ضرراً بمخازن الحبوب والمستودعات.
وبعد أن أمست المخاطر تحوم حول الممرات المائية في أوكرانيا، حافظت قناة سولينا المؤدية من البحر الأسود إلى الموانئ الرومانية والأوكرانية والمولدوفية في دلتا الدانوب على تدفق الحبوب، وأمست شريان حياة آمناً لأوكرانيا بفضل مظلة الناتو.
واشتهرت القناة خارج دوائر الشحن بوصفها منطقة جذب سياحي لعشاق الطيور والطبيعة، لكنها تحظى الآن باهتمام الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي باعتبارها ممراً ضيقاً استراتيجيّاً حيويّاً لتصدير الحبوب الأوكرانية.
وبعد اجتماع يوم الجمعة لمسؤولين أوروبيين وأمريكيين في مدينة جالاتي الساحلية الرومانية، قال جيمس أوبراين مُنسق العقوبات في إدارة بادين إن حجم الحبوب الأوكرانية المُصدَّرَة عبر نهر الدانوب "سيزيد أكثر من الضِعف"، ولم يحدد إطاراً زمنيّاً. وذكر أنه قبل الغزو الروسي العام الماضي، كانت سفن الدانوب تنقل 100 ألف طن من الحبوب الأوكرانية كل شهر.ويكشف مشهد عند أحد الشواطئ بالقرب من سولينا أنَّ الجهود الروسية لتضييق الخناق على الشحن في دلتا الدانوب باءت بالفشل حتى الوقت الراهن. فقد انتظر سرب من السفن في البحر وراء السبّاحين بانتظار فرصة لدخول القناة.
تصدير الحبوب عبر الموانئ البولندية
وقالت ماجدة كوبتشينسكا، كبيرة مسؤولي النقل في المفوضية الأوروبية يوم الجمعة إنه يجري النظر حاليّاً في إمكانية تصدير الحبوب الأوكرانية عبر الموانئ البولندية والبلطيقية والأدرياتيكية، لكن "رابط الدانوب أثبت أنه الأكثر كفاءة".
ومن أجل أن يعمل هذا المسار بكامل قدراته، على أوكرانيا تحجيم اعتمادها على موانئها النهرية والشروع في شحن كميات أكبر من الحبوب من الموانئ الرومانية على نهر الدانوب.
وأوضح التقرير أن الانتقال إلى الموانئ الرومانية سيترتب عليه خسارة فادحة لرسوم التحميل لأوكرانيا. ومع التهافت على الدخول إلى قناة سولينا، سعت أوكرانيا إلى فتح طريق ثانٍ من الشمال عن طريق تجريف قناة بيستروي، وهي ممر مائي أوكرانيّ مُتصل بفرع آخر من نهر الدانوب. وقيل إن القناة المجروفة ضحلة للغاية وفي منتهى الخطورة إذ تمر عبر الأراضي الأوكرانية ويمكن قصفها في أي لحظة.
وأشار التقرير إلى أن الموانئ النهرية الأوكرانية كانت تؤدي حقاً دوراً متزايدَ الأهمية حتى قبل أن تصبح مياه البحر الأسود القريبة من أوكرانيا خطرة للغاية. ففي النصف الأول من هذا العام، شُحنَ ما يقرب من 11 مليون طن من المنتجات الزراعية الأوكرانية، وتعاملت تلك الموانئ مع نحو 11.5 طن في عام 2022 كله، فلفتت انتباه روسيا.
أما بالنسبة للقناة ، قال سورين نيكولا، وهو مدير رفيع المستوى في هيئة نهر الدانوب السفلى إنّ "سولينا أشبه بطريق سريع، ويجب أن تبقى مفتوحة".
وعلى النقيض من مياه البحر الأسود على طول الساحل الأوكراني، كانت المنطقة قبالة سواحل رومانيا بالقرب من سولينا آمنة إلى الآن. والسفن التي تحصد الحبوب على طول نهر الدانوب تخرج على الأغلب من قناة سولينا، وتنطلق إلى أكبر ميناء في البحر الأسود في رومانيا – ميناء كونستانتا – على بُعد 85 ميلاً فقط من الساحل.
وفي كونستانتا تُنقل حمولات السفن إلى سفن أكبر تخرج بعد ذلك من البحر الأسود عبر مضيق البوسفور وتُبحر إلى موانئ بعيدة.
وصرحت وزارة الدفاع الرومانية رداً على أسئلة عمّا إذا كانت كونستانتا ازدادت أهميتها بصفتها طريقاً بديلاً رئيساً للحبوب منذ انسحاب موسكو من اتفاق الحبوب في البحر الأسود بأنه لضمان تأمين المدينة، انتشر عملاء الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع التابعة لحلف الناتو الآن على مدار الساعة فوق رومانيا وفي مياهها الإقليمية في البحر الأسود. وفي الوقت الراهن، لا توجد مؤشرات على تفشي الذعر إلى سولينا، حيث هزَّ القصف الروسي لجزيرة سنيك الأوكرانية على بُعد 25 ميل منها نوافذ البنايات.
طريق بديل عبر رومانيا يجنّب السفن مخاطر البحر الاسود
Typography
- Smaller Small Medium Big Bigger
- Default Helvetica Segoe Georgia Times
- Reading Mode