دخل "أكرم" محل البقالة كما اعتاد كل يوم حين عودته من العمل قاصدا منزله, وبينما كان يهم بطلب احتياجاته اليومية , دخلت البقالية امرأة مسنة, يبدو الوقار على محياها ,وتشوبها مسحة من الحزن ,تكلمت بصوت ضعيف : الله يعطيك العافية أبو محمد ..
البقال : أهلاً وسهلاً أم حسين .
أتيت لأرصد المبلغ الذي لك بذمتنا , فقد علمت أن أحفادي اشتروا بعض الحلويات والسكاكر والمشروبات خلال زيارتهم الأخيرة لي منذ أسبوع .
البقال : بارك الله بك أختي , ولكن اليوم ليس نهاية الشهر, ومازال أمامك أسبوعين لكي تسددي الحساب, وربما سيأتون لزيارتك مرةً اخرى بعدها تسددين لي ما بذمتك .
بدأت العجوز بالبكاء ..والتفتت إلى أبو محمد قائلة :
لا ... لن يشتروا منك المزيد !
ولن يأتوا لزيارتي بعد الآن !
فقد استشهدوا جميعهم في قصف لحيهم , بعد أن أصاب دار سكنهم برميل.
ترك أكرم أغراضه في البقالية وخرج والدموع تملأ عينيه حزنا على وطن يقوده مجرموه .