فراس و ربطة الخبز

قصص
Typography
  • Smaller Small Medium Big Bigger
  • Default Helvetica Segoe Georgia Times

على باب المخبز وقف  “فراس " يتأمل طفلاً صغيراً وهو يضم ربطة خبز إلى صدره كما لو أنه يضم اخا او اختا له  بعد طول فراق. يحدق "فراس "  بالمشهد وهو يتساءل : كم هو قاس هذا الزمان لتتحول ربطة خبز الى حبيبة تمنح  كل هذه السعادة  لطفل بلقائها ؟

كم عانى هذا الطفل الصغير ليحصل على هذه الربطة من الخبز  ؟ 

لاشك أنه وقف على الطابور ساعات تحت الشمس الحارقة! 

بينما هناك  اطفال بعمره في مكان آخر,  يشاهدون الآن فلماً  أو يسمعون أغنية على الأيباد , أو يركضون ويلعبون في المنتزهات !

كم عدد أفراد العائلة الذين سيطعمهم ان بقي لديه عائلة ؟  وكم هو عدد الأطفال من عمره الذين يهدرون وقتهم  وجهدهم وطفولتهم على باب مخبز؟

نظرات "فراس " وتحديق عينيه في ربطة الخبز , أثارت انتباه الطفل الذي مر بجانبه وتجاوزه , ومن ثم التفت الى الوراء , لتلتقي عيناهما  ...

أشاح "فراس " عينيه بسرعة , وهم باستكمال مسيرته ماسحا دمعة ذرفها , توقف الطفل لبرهة وعاد أدراجه الى الرجل اقترب منه وقال له :

عمي أتريد خبزا ؟

اذا كنت تشعر بالجوع الشديد , يمكنني أن أعطيك هذه الخبزات , وسأعود لاقف في الطابور , يمكن لإخوتي أن ينتظروا , فقد غادر أخي منذ قليل وأخذ لهم معه ربطة خبز.

لم تستطع عينا "فراس “ احتمال كل هذا الألم فصرختا دموعا,   بعد أن عجزت غصة الألم في حنجرته أن تصدر صوتاً.

بكى "فراس "  وضم الطفل الصغير الى صدره ,  فبات يفصل بين جسديهما  ربطة خبز .