التقيت في الامس بمجموعة من الاصدقاء الرومان فطلبوا مني ان افسر لهم لماذا نتظاهر لتصدير الاسلام الى رومانيا واعادة احتلالها من المحمديين؟! .استغربت الطرح والتساؤل ... وقلت لهم تظاهرنا من اجل سوريا ومن اجل اهلنا في غزة زلرفع الظلم عنهم وانقاذهم .فطالبوني بتفسير الهتافات التي تكررت وترددت في جميع تظاهراتنا
"قائدنا للابد سيدنا محمد "
"جيش محمد راح يعود "
فى سبيل الله قمنا ... نبتغى رفع اللواء
فليعد للدين مجده ... أو تراق بيننا الدماء
وسألوني هل تريدون اعادة احتلال رومانيا 1420-1878 ؟... هل تريدون رفع لوائكم على اراضينا ؟ وتهددوننا بإراقة الدماء ؟ ...لن نسمح لكم .
وروى لي القصة التالية :
وقال لي هل تعرفون قصة القديس كوستانتين برونكفيانو !
قبل عيد الفصح تم اعتقاله عام 1714 مع ابنائه الاربعة وزوجته واحفاده من قبل القوات المحمدانية ( الاتراك العثمانيون ) وكان شيخا يبلغ من العمر 60 عاما , كان برونكفيانو قائدا رومانيا مسيحيا محبوبا ورجل سلام ازدهرت الدولة الرومانية في عهده ولم تشهد الحروب, واصبحت دولة غنية وقل عدد الفقراء وتم تشييد الكنائس وطباعة الانجيل المقدس , وازدهرت الحركة المعمارية حتى اصبح نمط البناء في عهده مقترنا باسمه .
تم سجنه وتعذيبه حتى شهر اغسطس حيث عرض امام السلطان العثماني الذي طلب منه ان يرتد عن دينه ويصبح "محمديا – مسلما"
رفض وقال قولته الشهيرة: والتي يتغنى بها كل روماني: يمكنني فقدان حياتي واموالي , ولكن الخسارة الحقيقية هي خسارة الروح " سأموت ولن اغير ديني سأعاني كما عانى يسوع المسيح من اجلنا . رعية الرب لايخونون ربهم .
قاموا بقطع راس ابنه الاصغر بالفأس وتدحرج امامه فكان رده "ايها الرب فلتكن مشيئتك" .
قاموا بقطع راس ابنه الثاني الثاني امامه فقال : يا رب افعل ما تريده
وقبل ان يقطعوا رؤوس بقية اولاده خيروه في الدخول الى الاسلام او قطع رؤوسهم بينما زوجته وبناته يبكون بحرقة فكان رده لتكن مشيئة الله والرب يفعل مايريد .
وقبل قطع راسه سلخوا جلده وقالوا له تعال الى دين محمد وستنجو .
قال لهم : جسدي يمكن ان يصبح قطعا ولكن كوستانتين برونكفيانو سيبقى وسيموت مسيحيا .
في26 اب من كل عام يحتفل الرومان بذكرى استشهاد كوستانتين برونكفيانو واولاده الاربعة وتدرس قصة حياته في الكتب المدرسية والكنائس ويفتخر الشعب الروماني المسيحي بشهيدهم وانجازاته ويزورن ضريحه وقصوره ويكتبون الاشعار بتضحيته ويغنون الاهازيج بقصته .
في نهاية اللقاء قال لي صديقي:
لماذا تستفزون مشاعر الشعب الروماني المسيحي وتخيفونه بعودة جيوش المحمديين .
هل تبحثون عن داعم لقضاياكم العادلة في مجتمعنا ام تريدون تحدينا في عقر دارنا وفرض آرائكم ودينكم علينا مستخدمين الديموقراطية التي لا تنعمون بها في بلادكم .
صمتت ولازلت افكر عن طريقة لكي ارد بها على صديقي فهل ساعدتموني ؟