شهد شهر رمضان دعوات وموائد إفطار جماعية كريمة , طالت أغلب شرائح السوريين باستثناء المحتاجين واللاجئين. فقد تسابق أولي الأمر ممن وضعوا أنفسهم وكلاء حصريين لبعض المؤسسات السورية ( معارضين ومؤيدين ) سواء بالتعيين أو بالتهديد والترغيب, او حتى بالتوافق الاتفاقي ,والديموقراطية الموجهة شعارهم " طعمي التم يتستحي العين"
منهم أولئك الذين تكاتفوا وتعاضدوا واتفقوا على السير على خطى من سبقوهم , وعدم الحياد عن تعاليم رضعوها وورثوها وتعليمات تسابقوا على تنفيذها .
إحداها الموائد الرمضانية الانتقائية .
حيث يتم دعوة من يثبت ولائه وعبوديته , واستمرار شراء صمته وسكوته عن حقوقه , بما فيها حق الانتخاب والتصويت والتعبير.
حيث يقيم ( المقتدرين والمتبرعين والمدعوميين وطلاب المناصب ومدمني الكراسي ) ولائم أهدافها عديدة , ماعدا أن تكون ولائم رمضانية كريمة لوجه الله تعالى .
ولاترى الا منظر ذوي الكروش الممتلئة يبتسمون للكاميرا وهم يرفعون إشارة النصر على جوعهم المزمن .
وكما استغل البعض الثورة السورية ثورة الحرية والكرامة , لبناء قصورهم والارتقاء بتجارتهم الدنيوية , والتعويض عن نقص شخصياتهم , والتعبير عن عقدهم النفسية .
فقد استغلوا الشهر الكريم لمصالحهم الشخصية الآنية .
المطاعم العربية في رومانيا شهدت بشكل شبه يومي منافساتهم على تقديم الطعام لمؤيديهم وشركائهم’ وللمصفقين والتابعين ,
بحجة النشاط الثوري والذي لا يعرفون منه ولن يعرفوا سوى الولائم والتقاط الصور .
الامر الذي اضطر اللاجئين والمحتاجين السوريين الفعليين , الذين هربوا من بلدهم ووطنهم , وتاهوا في شوارع الغربة لتناول إفطارهم لدى بعض المراكز الإسلامية وبعض مؤسسات المجتمع المدني الروماني , بدلا عن المؤسسات الهادرة التي تسرق منهم معاناتهم وتتاجر بها .
تجار الثورة وأصحاب الدكاكين الثورية يعانون يوميا من التخمة بينما اللاجئين مضطرين إلى التوقف بالدور على أبواب المؤسسات اللا سورية , لأخذ معوناتهم من الأغذية والمساعدات. وتناول ما يسد رمقهم من موائد رمضان التي من المفترض أن تكون كريمة!
الأفراد لهم الحق فيما يفعلون بأموالهم ولهم الحرية في الدعوات
ولا تملك هذا الحق المؤسسات في رومانيا والتي حملت زورا وبهتانا اسم سوريا ,
وخاصة التي تدعي أنها وجدت لخدمة أهلنا وجاليتنا , وأسست لدعم ومساعدة السوريين , بينما في الحقيقة هي اليوم شرذمة من أصحاب المصالح , تجمعهم وتفرقهم مصالحهم الشخصية ,
شعاراتهم ووعودهم لا تتجاوز حناجرهم ,يتعاملون مع النشاطات بمبدأ الربح والخسارة الماكيافيليي ,
نضالهم لا يتجاوز الفيس بوك .
ومشاعرهم الإنسانية مختبئة في جيوب بناطيلهم يلعبون بها من هناك .
كفوا عن استغلال الشعب السوري واللاجئ السوري والمحتاج السوري والمهاجر السوري,
وارجعوا إلى حظائر تجاراتكم,
فالمؤسسات الإنسانية ومؤسسات المجتمع المدني ليست شركات خلابية ,تغسلون من خلالها شخصياتكم
كما غسلتم أموالكم القذرة بشركاتكم المضروبة .
كان الله في عون الشعب السوري على سارقيه والمتاجرين بدمائه
كان الله في عون الشعب السوري على المزايدين وركاب الموجة
كان الله في عون الشعب السوري على المنتفعين الكاذبين
لعن الله هذا الزمان الذي اضحى به اللاجئين السوريين أيتام على موائد اللئام