إزاء الجرح النازف في سوريا ، تعددت اتجاهات وردات فعل السوريين في رومانيا :
فالبعض رآها فرصة سانحة ليتقمص دور البطل ويستعيد الثقة التي فقدها نتيجة لتاريخه هنا،
البعض تقمص دور الضحية، ولكنه يمارس دور الجلاد ، و أصبح يقدم مجانا للجالية الكراهية والطائفية والحقد والشقاق ،
البعض وجدها فرصة ليشبع حبه للأضواء.فاستشاط دفاعا عن وجهة نظر تبناها ولا يعرف جذورها.
البعض اتخذ دور المنتظر على محطة الأحداث ريثما ينقشع الضباب ليحدد وجهة سيره القادمة،
البعض يتنطط في مواقفه متلونا كالحرباء ،وما يمر عليه يوم إلا وقد اتخذ جميع المواقف المتضادة حفاظا على مكتسباته الآنية .
المؤسف ان هناك شبيحة متنكرين بزي المعارضة ،
خطابهم تشبيحي وعقليتهم تشبيحية ،
شخصيات كل همها ان تتصدر المشهد ،
تستخدم الجعجعة كخطاب يدل على جهلها وفقرها وعدم درايتها بالعمل السياسي ،
لا تعرف طريقا للتقدم إلا طريق الإساءة للآخر والافتراء عليه . على مبدا " اشتمهم لتزيد من قيمتك"
ومبدا "نجاح أخي يعني فشلي" .
فيتحفنا هؤلاء بأخلاقيات عفنة،
وتجبر فكرنا على تناول وجبات فاسدة تسبب له حالات من الإسهال الفكري المزمن .
ان الثورة الحقيقية هي التي تسعى لاستبدال العقليات ، وتغيير مجموعة من القيم البالية ،
أما تغيير الأشخاص فلن تؤدي بالضرورة إلى نجاح أهداف الثورة.
الظالم إنسان ضعيف لا حول له ولا قوة يدافع عن وجوده بظلم الآخرين ،
الظالم شخص واحد ولكن الذين يؤيدونه ويساعدونه وينقادون له ،ويرفعونه هم الذين يعطون له القوة .
الظالم لا يكون دون وجود داعمين له . وهؤلاء قادرين على خلق ظالم اخر طالما اقتضت مصالحهم بذلك