لا احد يشك في تطور منهاج الدول العربية التدريسي ولكل دولة على حدة والمتناسب مع المجتمع في كل قطر على حدة . لا احد ينكر ان الوطن العربي رغم تخلفه قدم ويقدم نجاحات عالمية متميزةو ةيتخرج من مدارسه نوابغ ومشاهير , من الخطأ حين التحدث عن ظاهرة المدارس العربية في رومانيا ان نخص الحديث بمدرسة معينة دون غيرها او ان نخص النقد بمدرسة معينة دون أخرى.
بالمطلق السلبيات التي ذكرتها الدراسة, توحد المدارس العربية في سلبياتها وخاصة ( غياب الكوادر التعليمية المؤهلة – عدم وجود المخابر العملية – عدم وجود صالات رياضة – ضعف المستوى الترفيهي والفني ( مسرح – غناء – رسم – نحت – رقص – رياضة ) – ضعف المستوى اللغوي (روماني – إنكليزي – عربي) – اقصائها عن المنح والمميزات الممنوحة للطلبة الرومان وخاصة مسابقات الاولمبياد – انعزال منهاجها عن المجتمع الروماني مافائدة معرفة جغرافيا منطقة عربية لطالب سيزورها مرة كل عدة سنوات ! – تقوقعها وانعزالها عن المدارس الأخرى – الصعوبات التي يواجهها خريجيها في السنوات الاولى من دارستهم الجامعية وخاصة بالمواد العلمية وعدم وجود خبرات تطبيقية والفروقات بين المنهاج الروماني بعلوم الكمبيوتر واللغات وببين مناهج تلك المدارس والتي تبدو متخلفة بالمقارنة .
إضافة الى عدم معرفتهم بتاريخ وجغرافية البلد الذي يعيشون ويدرسون وسيعملون وينافسون أقرانهم به إضافة الى ضعفهم اللغوي والقواعدي باللغة الرومانية ..الخ
المدارس العربية بوضعها الحالي صالحة للطلاب الذين يودون العيش في الدول العربية بمعلوماتها ومنهاجها, ولا تعد أجيال صالحة للعيش والتطور والتوافق في المجتمع الروماني وهذا هو المقصود بالانعزال والتقوقع والتطرف والفشل المجتمعي .
طبعا هناك استثناءات متفوقة , ولكن هذه الاستثناءات لاتصب في صالح تلك المدارس لانها ببساطة نتيجة عناية ووعي الاهل وتقديمهم الدروس الخصوصية باللغة الإنكليزية والرومانية لأطفالهم و دروس خصوصية بالفن والغناء والرسم , وهذا بالطبع استثناء لا يتوفر للجميع من فقراء ومتوسطي الدخل الذين يقتطع أهلهم من لقمة عيشهم ليقدموا الاقساط لهذه المدارس التجارية متأثرين بالدعاية الوهمية التي تبثها اداراتها.
هذا الموضوع والشواهد موجودة على بساط البحث والامثلة عليه كثيرة جدا جدا ومن الصعب اخفائها او التحايل عليها بمعسول الكلام وربط القومية العربية والدين الإسلامي بهذه التجارة الدنيوية
ان استمرار عمل هذه المدارس هي مؤامرة وخطة لتجهيل الجيل الثاني من العرب الرومان و, سبب رئيسي لتخلفهم ولكنها مؤامرة سببها الطمع والجشع والرغبة في التسلط على المجتمع العربي وقيادته مهما كانت النتائج مخيبة للآمال وسلبية لمستقبل العرب في رومانيا .
لو كانت المدارس العربية ( ذات المنهاج العربي ) منارات عليم وتربية ودين كما يدعي أصحاب تجارتها لملات العالم بتجاريها ولكن عندما نبحث في جميع دول العالم ولا نجد سوى رومانيا وفقط رومانيا تحتضن هذه التجارب الفاشلة , ندرك ان هذه المدارس هي مؤسسات تجارية مرحلية , ارتبطت وترتبط بمساوئ المرحلة الانتقالية لرومانيا الى الاتحاد الأوربي
وتدريجيا تقوم رومانيا بالتوجيه الى الغاء ترخيص هذه المدارس والتضييق عليها كما حدث في المدرسة الأردنية والمدرسة اللبنانية والعراقية وحتى المدرسة السورية .
وسيتقيظ الإباء من غفوتهم يوما ما حين تمتنع السفارات والوزارات العربية عن تصديق الشهادات الممنوحة من تلك المدارس - كما حدث مع المدرسة الأردنية باثر رجعي - , وسيدركون متاخرين انهم كانوا سببا في تدمير مستقبل أطفالهم .
الحل : كما سيرد لاحقا في الدارسة هو تحويل هذه المدارس الى مدارس رومانية عربية , تعمل تحت غطاء وزارة التربية الرومانية واعترافها الكامل بشهاداتها كاي مدرسة رومانية خاصة ( ليس تعديل ) تدرس المنهاج الروماني ولكنها عربية او إسلامية الطابع , كما هي مدرسة ابن رشد الفرنسية والمئات من المدارس الأوربية - العربية .