اذا انتقلنا الى الكادر التدريسي نجد ان المدرس سواء اكان مؤهلا ام غير مؤهل يتم استغلاله وبكفاءة كعبد حقيقي للإدارة , حيث يوقع معهم عقد لمدة محددة بالسنة الدراسية , ويفصل في نهايتها دون أي علم اذا كان سيتم استخدامه في السنة اللاحقة , لان الموضوع سيخضع لمزاجية الإدارة وتقييم سلوكه وقدرته على ان يكون مطيعا ملتزما خنوعا مسالما .
الرواتب تمنح فقط عن شهور العمل الفعلية (8 اشهر ) دون أشهر الصيف , مما يترك المدرس في عوز وفاقة يضطر الى مجاراة الإدارة في ظلمها وتعسفها , والصمت عن اخطائها وتجاوزاتها وحقائق الاستغلال للطلاب والاباء , حتى يضمن التمديد له في العام التالي وعدم طرده , ويظل يبحث خلال عمله عن فرصة عمل أخرى ليهرب اليها دون ان ينظر خلفه .
وهذا يبرر عدم استمرا أي مدرس على راس عمله اكثر من حولين ( يستثنى من ذلك المدرسين المعينين وفق اتفاقات المحاصصة وتبادل المنفعة )
بعض المعلمين يجبرون على تعليم مواد غير المادة التي درسوها في الجامعة، وهم يقبلون ذلك حرصا منهم على الحفاظ على وظيفتهم، ولعدم استغنائهم عن الراتب الذي لا يسدّ رمقهم نهاية كل شهر. وهذا يؤثر سلبا على آداء المعلم، وينعكس سلبا أيضا على الطلبة. ما يزيد الأمر تعقيداً أن المدرسين ليس لديهم قدرة على تدريس هذه المواد ويواجه صعوبة كبيرة في إيصال المعلومة لأنه غير تخصصه
لا يترك للمدرس خلال ساعات عمله ولا ساعة فراغ واحدة , اذا تجده في الصف الخامس يعطي الفيزياء وفي السابع الرياضيات وفي التاسع الكيمياء ويعود الى الصف الثاني ليدرس لحساب وهكذا ....! عليه ان يلم بكل المناهج ويدرس كل الصفوف ويحضر لكل المناهج ويقوم بالأعمال الإدارية في منزله وكل هذا مقابل بضع مئات من الدولارات.
ونظرا لامتهان كرامة المدرس عن طريق استعباده قانه يتحول الى الة ميكانيكية تنفذ الأوامر لا تنتقد ولا تبتكر وتنفذ حرفيا ما يطلب منها نتيجة الخوف من فقدان العمل الذي يسيطر على المدرس طوال فترة عمله. مما يحد من كفاءته وتفكيره في تطوير المدرسة والرقي بالطرق التعليمية , ويجعله منفذا حرفيا لتعليمات الادارة وخططها ومستمعا جيدا لاوامرها , ومرعوبا حقيقا من ردات فعل أولياء الطلاب وغضبهم ,
بل انه يذهب الى ابعد من ذلك فهو يهادن الطلاب وأولياء امورهم بأمل ان يتم منحه فرصة إعطاء دروس خصوصية بعد الدوام تحقق لله دخلا إضافيا يساعده على اكمال حاجاته الأساسية في رومانيا . بالطبع هنا يشعر الطلاب بانهم مالكين للمدرس والمدرسة , وأنهم يشترون بأموالهم ونفوذهم ما يودون ويرغبون . بينما يتم تطبيق القوانين الجائرة على بقية المعترين من الطلاب واوليائهم.
لا يخضع المدرس لدورات تأهيلية لافي رومانيا ولافي الخارج , وبالتالي لا يتم الحصول على موافقة ورخصة وزارة التربية كمدرس مهني محترف وفق القوانين السائدة , وبالتالي لا يمتلك المدرس رخصة عمل تربوية تحقق له الاطلاع على احدث العلوم وطرق التدريس والاستفادة من الخبرات الأوربية والرومانية في هذا المجال ولاحق الانتساب الى نقابات المعلمين والحصول على تسهيلات وفرص عمل حقيقية .
Există numeroase zile de training pentru profesori, schimburi de experienţă cu alte şcoli şi au baza materială care le permite să ţină orele aşa cum orice profesor şi-ar dori
علما بان هذا النهج ( الدورات والاعداد ) اصبح متبعا حتى في الدول العربية المتخلفة حيث يجب على المدرس ان يخضع سنويا لدورات تأهيل يمنح بها شهادة تضمن استمرار مزاولته المهنة . وتربطه بأحدث الوسائل والأفكار لتطوير عمله .
ويلاحظ في المدارس العربية أن اغلب المدرسين من النساء لسهولة قيادتهن ولاستغلال حاجتهن, وبعضهن من حملة الشهادات الجامعية غير التربوية ويمتلكن شهادة خبرة في مدارس غير رومانية , بعضهن كانوا ربات منزل مللن من الجلوس في المنزل , وتم قبولهم في المدرسة لا لكفاءتهن , وانما كونهن زوجات لرجال اعمال او زوجات لمتنفذين لهم سلطة في مجتمعاتهم , اوحتى كون لديهم أبناء في المدرسة يستخدمون كوسيلة ضغط على المدرسة .وتأتي الكفاءة والمهنية في اخر القائمة لأسباب اختيار الهيئة التدريسية .
وأخيرا أغلب مدراء هذه المدارس ليس لديهم اية خبرة تربوية او تخصص جامعي في هذا المجال ولأنهم يملكون المدرسة فهم يملكون كل شيئ فيها ويتحكمون حتى في طرق الدخول الى بيت الخلاء ضمنها !
في الفصل القادم سنتحدث عن المدارس العربية التي تتعامل مع طلابها كإصلاحية اجتماعية ( سجن ) تراقبهم وتتدخل في حياتهم الشخصية وتتابعهم على الفيسبوك , وتتحكم بهم وبأهاليهم خارج المدرسة ! وتنظر اليهم كمجرمين عليهم دائما أن يثبتوا براءتهم