مدارس لتعليم الركوع والخنوع والخضوع

مقالات
Typography
  • Smaller Small Medium Big Bigger
  • Default Helvetica Segoe Georgia Times

يلاحظ في هذه المدارس عدم التدريب على العمل الجماعي , وتكريس الانانية وتشجيع التفوق الفردي , وتهيئة أسباب التشاحن بين الطلاب,  وتساهم الإدارة الى حد بعيد في زرع هذه العادات واساليب التجسس والارتياب والاغتياب , بل وتشجع عليها بوضع طالب "مخبر " في كل صف يشي برفاقه تحت ذريعة تواصله مع الإدارة لحل  مشاكل الطلاب .

اما إدارة المدرسة فإنها تتدخل في جميع أمور الطالب , وتخترق خصوصياته الاجتماعية والجنسية , وتسعى لمعرفة جميع الخلافات العائلية والتجارية لاسرته  , وتصطاد الازمات لتستخدمها لاحقا للتحكم بسلوك طلابها وسلوك أولياء امورهم واحيانا استغلالهم وابتزازهم !  حيث تقوم الإدارة وعبر بعض الطلاب والأساتذة بالتجسس الدائم على صفحات التواصل الاجتماعي للطلاب والمدرسين والمجموعات بغية معرفة الاسرار الداخلية لكل عائلة , بدعوى الحرص على التربية , ولكن لاحقا تستخدم هذه الاسرار لتمرير مصالح معينة وخاصة التجارية منها , وكوسيلة ضغط غير مباشرة على العائلة والاباء , واحيانا وسيلة لبيع ( زاوج ) البنات في أسواق الدول العربية لأغنياء معروفين .

تعمل تلك المدارس على تكريس الفهم الخاطئ لمفهوم الاخلاق والتربية الشرف، وحصره في بضعة سنتيمترات بين فخذي الأنثى!

فهل الشّرف حكر على الأنثى وحدها؟

وهل الذّكور أشراف مهما فعلوا؟

وهل السّرّاق واللصوص والنّصّابون والمحتالون والكذّابون والخونة أشراف؟ (أحلام مستغانمي) 

المراقبة التي تقوم بها الإدارة لا تقتصر فقط على مراقبة الطلاب , وانما تمتد الى مراقبة المدرسين  , وهي ليست مراقبة تربوية هادفة من اجل تحسين مستواهم العلمي والدراسي , وانما تجسس لمراقبة السلوك الاجتماعي والحصول على اسرار ومعلومات تمكن المدرسة من التحكم بسلوكهم, حيث يمنع على أي مدرس ان يدلي بآراء تخالف توجه الإدارة تحت طائلة الفصل , وينطبق على هذا الحظر على الآراء السياسية والاجتماعية والدينية .

تتميز الإدارة والهيئة التدريسية بالمعاملة العنيفة للطلاب سواء عنف لفظي او عنف جسدي واحيانا نفسي (اخضاع الطالب لضغوط نفسية ) , حيث من الشائع جدا ان تسمع المدرس ينعت الطلاب بالحمير والجحاش والكلاب والدببة والأغبياء ,  بل ومن الطبيعي ان يتم ضربهم ورفسهم والصراخ والتهديد او حبسهم وعقابهم النفسي .

وجود كاميرات المراقبة يعكس ذلك نوعا من التحكم والسلطوية والإكراه الخارجي.ومن المستحسن تربية التلاميذ على المراقبة الداخلية الذاتية عن طريق التوعية والتحسيس والتربية القيمية، مما يجعلهم يستدمجون نماذج السلوكيات الإيجابية والمقبولة، وتبنيها بقناعة ذاتية وتفهم، مما يجعلهم يعملون بها بتلقائية وحرية،

فقدان التلاميذ والأستاذ جو الحرية والتلقائية في تواصلهم وتفاعلهم التربوي، والإحساس بانعدام الثقة فيهم ـ خصوصا لدى الأساتذة ـ من طرف إدارة المؤسسة التعليمية

رغم ان شعار هذه المدارس هي تقديم الاعمال الخيرية كونها مؤسسات غير ربحية فان الطالب اذا تأخر عن دفعه اقساطه يتم إخراجه من الصف واحراجه امام زملائه وطرده من المدرسة شر طردة .  أي ان الأموال هي الأهم , وهي اهم من نفسية الطالب وظروفه الاجتماعية ووضعه المادي وتحصيله العلمي واخلاقه وتربيته  , وتكرس المدرسة مفهوم  ان الفقير دائما مضطهد ومظلوم ومطرود حتى من الجمعيات الخيرية التي من المفروض ان تنصفه .