المدارس العربية شركات تجارية تشوه جيلا كاملا من المهاجرين

مقالات
Typography
  • Smaller Small Medium Big Bigger
  • Default Helvetica Segoe Georgia Times

هل صحيح ان المدارس العربية تكرس الاخلاق والقيم الدينية وتحافظ على العادات والتقاليد؟

تقوم البروباغندا الاعلانية لهذه المؤسسات على الدعاية لنفسها شعارات المجد والتفوق والتربية الصالحة  وبانها تولي تركيز الاهتمام على القضايا التربوية والدينية والقومية , كاستغلال لعواطف الأهالي لرميهم في شباك تسجيل أبنائهم بها .

بينما في واقع الامر يتم الاهتمام بالقشور الدينية والتربوية , لإرضاء الأهالي وفق ما يطابق مصالحها الانية , وتهمل الإيجابيات والروحانيات الدينية , كما يتم تلقين الطلاب المعلومات عن مجتمعاتهم ودينهم حفظا وبصما , بدلا من فهمها واستيعابها . 

يتم الدعاية ضمن هذه المدارس انها تبعد الأبناء عن سلبيات المدارس الرومانية والتي ينتشر فيها الجنس والمخدرات , ولكن المفارقة ان اغلب طلاب المدارس العربية  اصدقائهم واقربائهم من هذه المدارس الرومانية  , وحين يتخرجون يذهبون الى الجامعات الرومانية والتي هي صورة طبق الأصل عن مدارسها , ومن ثم يدخلون سوق العمل في رومانيا والذي هو أيضا يضم سلبيات وايجابيات المجتمع الروماني . ولن نتحدث هنا عن مايحدث في تلك المدارس من امور طبيعية لاي تجمع يضم مراهقين .

لا تمارس هذه المدارس أي دور إيجابي في الفصل بين السيئ والجيد من العادات والتقاليد المزروعة في أعماق الوجدان المعرفي , ولا تعمل بشكل علمي تخصصي على نزع التخلف والجهل منها , ولا تقوم بفرز وتنقية للعادات في المجتمع الروماني  ونبذ السيئة الدخيلة واستجلاب الإيجابي منها..

وفق الإحصاءات والواقع تصنف تلك المدارس العربية كمؤسسات تربوية فاشلة , تقوم بتعليم طلابها الانعزال عن مجتمعاتهم , والتطرف في التفكير,  وتستورد ارث التخلف لتحقنه مجددا في الجيل الجديد , غير ابهة بانها تشوه جيلا كاملا من المهاجرين وتدمر أسس نجاحهم في مجتمعاتهم الجديدة. ونتائجها النهائية تعكس ذلك بكل وضوح . بل ان الادارة تعترف بان المدارس هي تربوية وليست علمية .والاولياء يستاجرون مدرسون خصوصيون لتعليم اولادهم العلم !!!! بعكس المدرسة الامريكية التي تنتهي علاقة الطالب بالعلم فور خروجه من مبنى المدرسة , وحتى لاتعطى له وظائف منزلية لانه من المفترض ان يكون قد تعلم في المدرسة .

لا أحد ينكر عزلة المدارس العربية في رومانيا وانفصالها العضوي عن المجتمع الروماني كسياسة ممنهجة تمارس لأهداف معروفة. تحت ذرائع الحفاظ على القيم والأخلاق والعادات والتقاليد.

ان سلبيات  عزلة طلاب  هذه المدارس عن المجتمع الروماني أشد خطرا عليهم وعلى مستقبلهم وتكوينهم الفكري والاجتماعي والنفسي  من بعض إيجابيات هذه المدارس ان وجدت بالأصل .

الطلاب يعيشون ضمن المدرسة غرباء عن فكرهم وعن محيطهم وعن اقرانهم ولايفهمون تصرفات الادارة الغريبة والمتناقضة وانما يجبرون على اطاعتها .

الطلاب يعتبرون انفسهم زبائن في مطعم للثقافة والعلم .. والاساتذة هم الخدم " النادل " وعليهم الانصياع لرغباتهم والا لن يدفعوا الفاتورة او سيطردوا النادل كما حدث ولاكثر من مرة ومع اكثر من استاذ مقتدر !

حتى صاحب المطعم " الادارة " يجبر الاساتذة على الانصياع لرغبات الزبائن  كما يقول عن  الطلاب  ..فعلى المدرس  ان يخدمهم بالاسئلة التي يرغبون تذوقها وبالمواد والدروس  التي يستسيغون شربها وبفاتورة علامات ترضيهم ..والا سيذهبون الى مطعم اخر .

ولان أغلب  الاساتذة دون خبرة ودون معرفة ودون تخصص وليس لديهم تاهيل في رومانيا ..واغلبهم من العاطلين عن العمل من المقربين  ومن العنصر النسائي تركوا المطبخ في منازلهم واتوا الى مطبخ المطعم الثقافي " المدرسة " بنفس الخبرات والامكانيات المطبخية .

فان ادارة المدرسة تستغل حاجتهم ونفقص خبرتهم ومعرفتهم وعدم تخصصهم في تحويلهم الى عبيد