لا يخفى على أحد ان حماس حركة مقاومة إسلامية تعتبر الأرض وقف إسلامي لها الى يوم القيامة ولا تعترف بالحدود والدول. لكن ما حدث في فلسطين وغزة لا يمكن أن يؤرخ منذ 7/10/2023 فلم تكن هناك البدايات، ما حدث كان نتيجة لمعاناة طويلة لأهالي فلسطين وغزة من الاحتلال قبل وبعد ظهور حماس.
بعد أن اخرج كل من اهل غزة واللاجئين فيها وإسرائيل من ادراجهم تراكمات عقود ومخططات سنين. مخططات إسرائيل لاحتلال الأرض والتهجير القسري لسكانها والاستغلال لمقدراتها والعقوبة الجماعية لأحرارها، تماما كما حدث في سوريا حين خرج الشعب السوري ضد ظالمه ومنتهك حقوقه وسجانه فكان الرد المزيد من الاعتقال والتهجير والقتل والهدم .
ما حدث اليوم في غزة هو صرخات ظلم الفقراء من ألم ظالمهم وانتقام الاسياد من العبيد الذين طالبوا بحريتهم، وان كان هذا لا يبرر قتل مدنيين واختطاف رهائن. فحماس وقيادتها كانت في مرمى النيران الإسرائيلية دائما وعن طريق إسرائيل كانت تصلها الأموال والمساعدات والتبادل التجاري. والموساد كان يعلم عن طريق عملائه كل ما كان يحدث في غزة من تحضيرات وتصنيع أسلحة وحفر أنفاق واستعداد لمعركة قادمة. وربما بتفاصيل أكثر مما كانت تصل ل خالد مشعل وإسماعيل هنية!
الفرح والشماتة والسعادة الذي قابلهم البكاء والمعاناة والخوف في الأيام الأولى أصبح اليوم معكوسا، وكما انتقدنا في الأيام الأولى ما حدث من فقد حماس السيطرة على الرعاع غير المحسوبين على تنظيمها وتوريطهم الحركة بأفعال غير مخطط لها، حدثت نتيجة ردود أفعال تراكمية ضد العدوان والظلم والقهر والسجن والفقر، ولكنها تبقى أفعالا منتقدة ومدانة وغير مبررة، كان يجب حجمها وايقافها وعدم الاتيان بها .
المقاومة حق واي مجموعة مضطهدة يجب ان تقاوم باي شكل من الاشكال.
كان يجب على حماس ان تأخذ بعين الاعتبار الفوضى المطلقة لأشخاص هربوا من سجنهم وتحرروا وقتيا من عبوديتهم واصبحوا وجها لوجه مع سجانهم وظالمهم ومغتصب ارضهم.
و تمردهم لم يكن تمردا على معاناة شخصية فقط، انما كان تمردا وانتقاما من قيادة فلسطينية مكروهة وفاسدة أصبحت كالعاهرة تبيع جسدها لمن يملك المال والقوة، غاب عنها الأوائل أصحاب الشرف والكرامة وحل محلهم المنتفعين من تجار القضية كما حدث في الحالة السورية.
واليوم ماذا نتوقع من سكان مدينة هدمت منازلهم وحرقت مزارعهم واشجار زيتونهم وفقدوا أحد او جميع افرد عائلتهم وهجروا وينتظرون الموت كل لحظة والعالم يتناقل اخبارهم كمدانين وليس كضحايا وهم يتلقون الظلم رسائل يومية من الجميع.
في هذا العالم التافه، الفقراء لا بواكي لهم والعبيد لا محرر لهم وهم ضحايا ولكنهم مدانون متهمون مجرمون حتى يثبتوا ا العكس.
عالم اليوم هو عالم امتلاك النقد والمصالح الاقتصادية من غاز وبترول وطرق تجارية ومخدرات وبنادق معروضة للايجار والبيع .
انه عالم الذكاء الاصطناعي غير البشري وصناعة الموت واضمحلال البشرية وعودتها الى شريعة الغاب الذي تحكمه الغرائز والمنافع.
ما يحدث في غزة وماحدث في حلب غير مبرر، ولا تبرره أي شريعة واخلاق او أسباب سوى اخلاق الوحوش الادمية التي سيطرت على العالم باسم حقوق الانسان والديموقراطية والحرية، بينما تعمل بشريعة الغاب خارج اطر جميع تلك الشرائع والقوانين.