لقاء
القارئ أناني
يبحث عن اللقاء مع نفسه داخل النصوص .
الناس اعتادوا على اللقاء
في القطار.
وفي المطار .
وفي قاعات الانتظار .
وأنا التقيت بها في دروب العمر .
انحياز
جميعنا منحازون إلى فكرة
إلى نادي
إلى دين .
إلى حب .
أنا منحاز إليها .
حياتي
كوميض يشرق الصباح ،
يحترق بأشعة الشمس ،
ويتقد ظهرا جمرا ،
لينطفئ كالرماد في المساء .
حياتي معها استقبال ووداع.
هي
نعبر منطقة اللا حدود .
محملين باللا حقيقة .
نحاول أن نتجنب العدم
ونبقى في الحقيقة المطلقة .
هي .
مدينة الأشباح
في مدينة الأشباح
كل شيء مباح
قارب الحلم يعبر الليالي مبللا بالحزن
ونداء عميق يصهل في جوفي
طحالب الضياع تنمو في العقل
وظلال العمر تتبعثر على الأرصفة
والحب يغرد على أغصان العمر.
ويورق ربيعا أخضر
تسقط أوراقه عند أعتاب الخريف
بعد أن أنهكها فصل الصيف الحار.
……أوراق حبها دائمة الاخضرار .
ألف صرخة
الأنوثة فيها تصرخ نهدان نافران
يرفرفان اضطرابا كالحمامات.
أرخى سدوله عليهن شعر كليل.
ويجيط بهن ذراعان
ترسمان قد مياس كحبات اللوز
يتطاير كفراشة ملونة
تهيم في ممالك الألوان
ويلثم الزهور لتروي شفتاها العسلا
وانا أرعى وجودي في حقولها.
وعمري ألف صرخة ....أحبك.
وحيدة
أغمضت ليل عينيها
وتوسدت جسدي
وقالت لي :
ما اشد حزن نصوصك؟
لا أجد في نصوصك إلا قبر فاغر فمه !
يستعد لاتهامي .
قلت لها :
قدرتي على الحزن تسعدني أحيانا.
لأنها تخبرني باني مازلت بشرا.
ولم تتلبد لدي الأحاسيس والمشاعر
والإنسان الكامن في داخلي لا يزال حيا .
الحزن يا حبيبتي مشاعر أنانية.
فنحن نحزن على أنفسنا .
على مصيرنا .
ونتمنى لو أن الزمن يتوقف .
قبل أن نفقد الأشياء.
نحن أرواح تقمصت أجسادها.
نفخة إلهية سماوية
سكنت جسد من طين ارضي.
ولايلبث أن يعود كل شيء إلى أصله يوما ما .
كتبت لها وأنا اعرف أني كاذب
" لن نفترق أبدا "
واليوم اتركها وحيدة.
هجرة
رغم اضطهاد الحب
واعتقال الأحاسيس
ومراقبة العواطف أحبها
فجأة ظهرت في حياته وأحبها
ومن أبواب المجهول إلى عينيها
كانت أولى رحلاته ،
عيناها جزر لجأت إليها أحلامه في لياليه الممطرة.
كتب لها
سيدتي الشمس أنا زهرة عباد الشمس فلاتغيبي
شيئان يسرقهما القمر
الضوء من سيقان الأشجار
ويوم آخر من حياتي بدونك
قرر الهجرة الهروب
الرحيل من شباكها
ما أسهل الهروب وما أصعب المواجهة
كطائر مهاجر سافر بعيدا عن ارض المولد
قطع المسافات طوي الأزمنة
حام حول الأمكنة
استقر اكتشف لذة طعم الاستقرار
ومن ثم حزم أمتعته مغادرا إلى مجهول جديد.
الحق
الذكاء يحتاج إلى منصب لكي يصبح سيدا
العز والجاه مارد مصباح علاء الدين السحري
كلمة متنفذ كفيلة بحل أصعب المشاكل
وربما إنقاذ محكوم من حبل المشنقة ،
كل ما يجب أن يتقنه المرء هو تقبيل الأيادي
ورغم أن عماد على استعداد تام لهذا العمل
بعيدا عن ما يسمى مجازا بالكرامة
فحين تمكن من الوصول إلى أحدهم
ليسأله بعد تقبيل يده
أليس من حقي أن أحيا بسعادة وبكرامة؟
ليجيبه من يسأله
وهل من حقك أن تحيا؟.
تصدير
الفقر عدو الجميع
يقتل الناس جوعا
ويهدم البيوت على أصحابها
وينسي صاحب الحق حجته
ويبعد الفطن عن فطنته
فالفطنة تحتاج إلى صوت لكي تصبح بوقا.
وهم يكافحون الفقر
فقط ليبقى بعيدا عنهم
لذلك يعيدون تصديره
إلى غيرهم من عباد الله
ويتمتعون بتجارتهم!
إرهابي
العالمُ يعُجٌ بالحمقى
القادرين على رؤية حماقات الآخرين بشكل رائع ،
والتحدث عنها بشكل أروع ،
لكنهم يعجزون عن رؤية حماقاتهم الخاصة،
وإن رأوها أحجموا عن الحديثِ عنها !
لذلك فقد وجد عماد المبرر لنفسه
ليفخخ عنابر الكلمات
و ليفجر أجساد الكتب
ومن ثم انتقل إلى العمارات ،
والمطاعم ،
ومترو الأنفاق
لم يلتفت عماد مرة واحدة إلى الخلف
لأنه لم يخطو خطوة واحدة إلى الأمام.