رسالتي الأخيرة - رهف رفاعي

قصص
Typography
  • Smaller Small Medium Big Bigger
  • Default Helvetica Segoe Georgia Times

مازن أنت روحي ...تقبرني ...الله يخليلي ياك ...شكرا لك ...لأنك أدخلت السرور إلى قلبي ,برغم كثرة جراحه وآلامه.

لأنك منحتني الأمان والحب الصافي والأخوة الصادقة.

لأنك كنت الناصح والمداوي والداعم والسند.

لأنك جعلت للروح معنى .. للبقاء معنى .. للسهر معنى .. جعلت لوجودي معنى..

اعذرني

لأنني تركتك على ضفاف الأحزان مذهولا برحيلي.

لأني تركت لك التعب والشقاء.

لأن طفلتك المتقوقعة بأعماق الروح  لن تشرق ابتسامتها خلال أيام

الدنيا حرمتك مني ...ولكنها حرمتني منك قبل ذلك!

كلماتك تزيح الغمام الأسود المتراكم عن عتبات نفسي. فترد الي الروح من جديد

هاتفك الأخير فجر ينابيع أحزاني ,

فهطلت الدموع  أمطارا دون رعود النحيب  ,

وصوتي المتحشرج  المغمس بالبكاء خبأته بصعوبة .

أغلقت الهاتف وبكيت لدقائق شوقي اليك , ثم عادوت الاتصال .

وقلت لك الخطوط ضعيفة ومتعبة ومنهكة , وعنيت بالخطوط  نفسيتي ومشاعري .

دب الصمت بعدها في أعماقنا..

شعرت بحزنك حزنك الذي هو توأم لحزني,

أدخلتني في دوامة غامضة..

جلست في شرفة الغرفة وبقيت اتأمل الفراغ المظلم..

فالليل أطبق بظلامه على كل شيء . لأن النور كان قد انقطع كعادته...!

لم أعد أتجرأ على النوم ولم تعد لدي أحلام ,

ولم يعد في القلب إلا أشواك الذكريات , وحرقة الإحباط , ولهيب الأشجان  .

لنفس مكسورة في مدينة مهجورة ’ لن تتركني ألا تحت أنقاضها ..!

دخلت "دينا " فرأتني وانا أحاول أن أخفف الوجع بدمعات مكبوتة ونظرات تائهة

شعرت بالألم الذي يحيطني فعانقتني.. وضمت رأسي لصدرها وبكينا .

 

أخي وتوأم روحي مازن

لا تبكي لفراقي , ولا تدمع عيناك على قبري.. فقط احبني كما أحببتشك.

ولتعلم بان الروح  لم تكن تأتي  الا بمجيئك..

أنت عرفت غربتك في السفر , وانا عرفتها في الوجع .

رغم أنك رحلت عن مدينتك وعالمك ,

ولكنك بقيت العالم الحقيقي الوحيد الذي كنت أعيش فيه ..

وكنت دائما ألعن الأقدار.. الشرائع... القوانين ...المصائر التي تفرقني عنك..