بوبوفيتشي أول بطل سباحة في تاريخ رومانيا

رياضة
Typography
  • Smaller Small Medium Big Bigger
  • Default Helvetica Segoe Georgia Times

عندما أُرسِلَ دافيد بوبوفيتشي للمرّة الأولى إلى حوض السباحة بعمر الرابعة، لم يكن الهدف بالتأكيد صناعة بطل للمستقبل، بل كان علاجياً، لأنه عانى من انحراف في العمود الفقري أو ما يعرف بالمصطلح الطبي بالجنف، لكن بعد 15 عاماً دخل التاريخ كأوّل سباح روماني يحرز ذهبية في الألعاب الأولمبية.


إنه «شيء تاريخي. أوّل ذهبية لبلادي في منافسات الرجال»، هذا ما قاله ابن الـ 19 ربيعاً، الاثنين، بعد إحرازه الميدالية الذهبية لسباق 200 حرّة في أولمبياد باريس 2024، مضيفاً: «أنا سعيد جداً. لم يكن بإمكاني تحقيق ذلك لو لم يقف البلد خلفي ومعي».
وبعد سباق مثير جداً تغيّرت فيه الصدارة أكثر من مرّة، وصل ابن الـ 19 عاماً في المركز الأول بزمن 1:44.72 دقيقة، متقدّماً بفارق 0.02 ثانية فقط على صاحب الفضية البريطاني ماثيو ريتشاردز، و0.07 ثانية على الأميركي لوك هوبسون الذي نال البرونزية.
وسبق لبوبوفيتشي أن شارك قبل ثلاثة أعوام في أولمبياد طوكيو، حيث خاض سباقات 50 و100 و200 م حرة، لكنه لم يفز بأي ميدالية قبل أن يعوّض لاحقاً في بطولة العالم بودابست 2022 حين أحرز ثنائية 100 و200 حرة.
وأهدى بوبوفيتشي الذي حل رابعاً في هذا السباق قبل ثلاثة أعوام في العاصمة اليابانية، رومانيا لقبها الأولمبي الأول في السباحة منذ أثينا 2004 حين أحرزت كاميليا بوتيك لقب 200 م حرة أيضاً، والأهم من ذلك أنه أصبح أول بطل أولمبي في السباحة من رومانيا التي رفعت رصيدها الإجمالي في الأحواض إلى أربع ذهبيات فقط (فازت ديانا موكانو عام 2000 بذهبيتي 100 و200 ظهراً).
ما حققه في باريس «في نهاية اليوم كان من أجلي. فعلته من أجل الطفل في داخلي، فعلته من أجل أصدقائي، للفريق الموجود معي والمقرب مني، وأيضاً من أجل بلدي».
بدأ بوبوفيتشي طريقه نحو النجومية حين كان في الرابعة عشرة من عمره، خلال مشاركته في ثلاثة سباقات في الأولمبياد الأوروبي للشباب، حيث فاز في 100 م حرة مع رقم قياسي للبطولة (49.82 ثانية)، كما نال فصيتي 50 م حرة و200 م حرة.
وفي بطولة بلاده عام 2020، أعطى لمحة واضحة عما يمكن أن يصل إليه حين سجل 49.26 ثانية في 100 م حرة، متفوقاً بعمر السادسة عشرة على الرقم الذي سجله البطل الأولمبي والعالمي الأميركي كايليب دريسل حين كان في عمره (49.28 ث).

واصل مشواره الصعودي في العام التالي خلال بطولة أوروبا للشباب حين أحرز ثلاثية 50 و100 و200 م حرة، محطماً أيضاً الرقم القياسي العالمي للشباب خلال سباق التتابع 4 مرات 100 م حرة بتسجيله 47.56 ثانية، ليتفوق على رقم الروسي أندري ميناكوف (47.57 عام 2020).
تلك كانت مشاركته الأخيرة قبل خوض تجربته الأولمبية الأولى قبل ثلاثة أعوام في طوكيو، حيث تأهل إلى نهائي سباقي 200 و100م حرة، لكنه فشل في الصعود إلى منصة التتويج بعدما حل رابعاً في الأول بفارق 0.02 ثانية فقط عن صاحب البرونزية، فيما جاء سابعاً في الثاني.
لكن «2022 كان العام الذي صعدت فيه إلى النجومية في عالم السباحة في بلادي. كان العام الذي بت فيه سريعاً جداً. تذوقت هذا العالم الجديد، ما هو بداية مسيرة جديدة»، وفق ما أفاد الاثنين، في إشارة منه إلى تألقه في أحواض بودابست حين توج بطلاً للعالم في 200 و100 م حرة.
بعدها «كنت في مرحلة تأقلم مع كل شيء جديد بالنسبة لي... هذا العام، بدأت بالاستمتاع والتمرن من دون كلل. الجمهور لا يرى سوى المجد، نحن فقط نعلم حجم العمل الكبير الذي يحصل خلف الكواليس».
بالنسبة له «لا يوجد شيء اسمه السباح المثالي... حتى مايكل فيلبس. إنه الأكثر تتويجاً، الأفضل بكل موضوعية»، لكن «كل ما بإمكانك فعله هو مطاردة الكمال. هذا كل ما أفكر به في كل يوم أتدرب فيه. أحاول أن أكون قريباً (من المثالية) مع الإدراك أنه لا يمكنك أبداً لمس الكمال».