بحيرة بِليا كنز الطبيعة بين قمم الجبال التي تُعانق الغيوم, و مرآة السماء و النجوم.
تقع بحيرة بِليا في مقاطعة سيبيو وسط رومانيا و هي تقع على مسافة واحدة تقريبًا بين مدن سيبيو و كورتيا دِه آرجِش،
و هي بحيرة جليدية "ناتجة عن تجمع المياه بعد ذوبان الثلوج" ، تقع على إرتفاع 2000متر فوق مستوى سطح البحر في جبال فاغاراش ضمن سلسلة جبال الكاربات الجنوبية ، الوصول البحيرة مغامرة ممتعة بحد ذاتها فالوصول لها صيفًا ممكن عبر سلوك طريق
ترانس فاغاراشان الذي يُعد أحد أجمل الطرق الجبلية حول العالم بمساره شديد التعرج و الإلتفاف الذي يخطف الأنفاس، أما في بقية فصول السنة و خاصة الشتاء فمن خلال التلفريك،تبلغ مساحة البحيرة حوالي 46كيلومترًا مربعًا و أقصى عمق لها يزيد بقليل عن 11مترًا، تحيط بالبحيرة محمية طبيعية تمتد على مساحة 180هكتار، ولمحبي التجارب الفريدة تم تأسيس فندق "مبني" بالكامل من جليد البحيرة ليكون بذلك اول فندق جليدي في شرق أوروبا، و تتميز المنطقة بوجود مسارات جبلية لهواة صعود الجبال حيث يوجد مسار يصل إلى أعلى قمم رومانيا قمة مولدوفيانو و التي ترتفع 2544مترًا فوق سطح البحر ويمكن قطعه خلال 9ساعات من المشي و أخر للوصول إلى قمة نِغويو و التي ترتفع 2535مترًا و يمكن الوصول لها بعد مسار يستغرق 5ساعات من المشي في تجربة تعبق برائحة الهمالايا، و لهواة السياحة الشتوية و رياضات التزلج نصيب، و في الصيف أيضًا مساراتها تعطي فرصة لا تعوض لمحبي رياضة ركوب الدرجات الهوائية في المسارات الجبلية، و ليس ببعيد عن البحيرة يوجد شلال بِليا الواقع بين أعلى قمتين جبليتين في رومانيا مولدوفيانو و نِغويو.
ولأن ترانسلفانيا أرض السحر و الأساطير فإسم البحيرة مرتبطٌ براعي الاغنام الشجاع بِليا الذي هزم الدُب الذي حاول مهاجمة قطيع اغنامه، و عندما وصلت قصته لمسامع الملك قام بضمه لحرسه الخاص و مضت الأيام ليقع بحب إبنة الملك الكبرى و لكن قصة الحب لم تكتمل ليس بسبب رفض الملك و لكن لأن عاصفة هوجاء قضت على قصة الحبيبين في مهدها، فقام السكان المحليون بتسمية البحيرة على اسم الراعي الشجاع، لا أُبالغ بالقول إن السواح الذين يفضلون الذهاب إلى دول مثل سويسرا و النمسا و سلوفينيا للتمتع بسياحة الجبال صيفًا أو شتاءًا ،قد خسروا الكثير إذا لم يكن الألب الروماني في مخطط رحلتهم ، فما توفره جبال الكاربات الرومانية من كنوز طبيعية و عجائب مذهلة سحر لن يجدوا مثيل له في اي مكان أخر و بكلفة معقولة نسبيًا و بأجواء أكثر حميمية و تقبل للسائح مقارنة مع غيرها من بلدان القارة العجوز، فلا يمكن لتجربة سياحية أن تكتمل دون ذكرى يترك بصمتها السكان المحليين.