قلعة بِلِشْ، قصر منطقة سينايا"سيناء" الرومانية،فكرة الوحدة الرومانية الكبرى إختمرت هناك.
عندما طلب ملك رومانيا الأول في العصر الحديث كارول بناء مقر صيفي للعائلة المالكة في الإمارة الرومانية الموحدة
في ذلك الوقت، كانت التوقعات أن يكون القصر في وسط الدولة أو في مرتفعات الكاربات الشرقية، لم يفهم البعض لماذا إختار الملك كارول الأول سينايا الواقعة في مقاطعة براهوفا الحالية مقرًا لبناء قصر ملكي، وهي التي التي تقع على تخوم إقليم ترانسلفانيا الذي كان يتبع في ذلك الوقت للإمبراطورية النمساوية الهنجارية بعيدة عن العاصمة بوخارست بحوالي 120 كيلو مترًا ، ولكن الإجابة جاءت واضحة في الأول من ديسمبر كانون الأول لعام 1918 عندما إتحدت ترانسلفانيا مع المملكة الرومانية لتشكل ما يُعرف تاريخيًا برومانيا الكبرى، حيث كشف موقع إنشاء قصر بِلِش و قُصير بِلِشور " بِلِش الصغير" عن توق الملك كارول نحو عودة ترانسلفانيا إلى رومانيا و الإتحاد معها، فتم بناء القصر على الطريق الواصل بين كل من فلاهيا وترانسلفانيا،و رغم أن القدر عاجل كارول الأول و لم يرى حلم الوحدة يتحقق أمام ناظريه إلا أن الحلم تحقق في فترة حكم وريثه و إبن أخيه الملك فيرديناند الأول.
بُني القصر على عدة مراحل في الفترة ما بين 1873و لغاية 1914,و هو يتبع حاليًا للعائلة المالكة الرومانية و يحتضن بين جنباته متحفًا، تم تقدير كلفة إنشاء القصر بحوالي16مليون لي روماني من الذهب أو ما يعادل حاليًا 120مليون دولار أمريكي وفق أسعار اليوم، و أشرف على البناء و تصميمه الداخلي عدد من كبار المعماريين من ألمانيا و التشيك و النمسا منهم يوهان شولتز و كاريل ليمان ، و كان الملك كارول الأول رفض 3تصميمات مبدئية للقصر لكونها جاءت إستنساخ لقصور أوروبية أخرى، فجاء قصر بناء بِلِش بطابع مميز و فريد يحمل بصمات من ذوق الملك نفسه و مصمميه الذين تنافسوا في تزين كل بقعة منه بلمسة معمارية و زخارف بديعة و ذلك ضمن إطار الأنماط المعمارية السائدة في تلك الفترة مثل طرازات فنون عمارة عصر النهضة الحديثة بلمسات من الذوق الإيطالية و الرصانة الألمانية، وبحضور بارز لطراز الباروك و الروكوكو، ويُعد القصر أول قصر في العالم يحتوي على محطة داخلية لتوليد الكهرباء، و يضم برجًا يصل إرتفاع إلى 66مترًا، ويبلغ عدد غرف القصر 168غرفة منها 35غرفة فقط مفتوحة للزوار.