استطاعت الشابة السورية لاڨا شكري إيبو المنحدرة من مدينة عفرين أن تحقق حلمها بأن تصبح رسامة ماهرة تجسد كل ما يدور في خاطرها بالرسم.
وقالت لاڨا: لقد ظهرت عندي الرغبة بالرسم في حصة الرسم في مرحلة التعليم الابتدائي عندما طلبت معلمة منّا أن نرسم مزهرية فلم أستطع أن أتمم الرسمة كاملةً وعدت باكيةً للمنزل.
وتابعت الإيبو أنّه بعد الحادثة بدأتُ أهتم في مادة الرسم المدرسية، التي تحولت فيما بعد لموهبة أعبر فيها عن خواطري ومشاعري.
وعبّرت الإيبو لحبر أنّ الأمر لم يكن سهلاً بالنسبة لها، حيث بدأت تقطف بعضاً من ثمار عملها في سنٍ مبكر، وقد كان ذلك عام 2015م في مدينةِ عفرين، لتقوم أخيراً بالانضمام لفريقِ عملٍ، وتسجّل في المركز الثقافي التابعِ للمدينة وتتدرب من قبل فريقٍ مهني على الرسم بشكلٍ أكبر وتضيف ما تعلمته لأصدقائها وتكون أحد أهم المشاركين في بعض المعارض المحلية في المدينة، علماً أنها قطعت الكثير من الخطوات أثناء وصولها هذه المرحلة مقارنةً بأقرانها، لتنتقل بموهبتها إلى رسوم الجداريات الثورية وغيرها في المدينة متخطيةً بذلك مرحلة كبيرة كانت قد تحتاج إلى زمن طويل من الصقل، وما كان ذلك إلا من خلال العمل والكفاح المستمر والتدريب المتواصل وايصال الليل بالنهار حسبما قالت.وتابعت الايبو أنها لم تستطع الاستمرار عندما وصلت للمرحلة الثانوية لأنها اضطرت لمغادرة مدينتها بسبب الحروب الدائرة آنذاك، لتعيش حالة من الرعب والاكتئاب بعدما بقيت ثلاثة أشهر بدون رسم لوحةً واحدة متأثرةً بما جرى في تلك الفترة.
وعملت الإيبو على تخطي ما كانت عليهِ بصعوبةٍ كبيرة، حتى تصل إلى قرارٍ بالعودة ومحاولةِ الرسم بأبسط الأدوات خصوصاً أنها فقدت كافة أدواتها بالحرب الدائرة، لتمسك قلمها وتحاول من خلال أوراقِ الرسم أن تعود مجسدةً ما مرت به.
وعادت للحياة مرةً أخرى بعدما استقرت الأوضاع في مدينتها، وتلقت دعوةً من قبلِ مركز أشرعة في مدينة عفرين ليكون أولَ انطلاقةٍ لها بعد كل ذلك الانقطاع المرير، معيداً لها طموحاتها، لتعمل مدربةً للعديد من الطلاب العرب والكورد السوريين، ويختتم عملها بمعرض “أنا أرسم” الذي كان بإشرافها بشكل كامل واحتوى أكثر من 60 لوحة فنيّة وذلك بعد تحرير مدينة عفرين.
وأوضحت الإيبو لحبر أنّ الطريق لم يقف على مدينتها، لتسافر إلى تركيا بعد آخر معرض لها عام 2018م، خصوصاً بعدما أنهت دراسة “اليوز والثانوية العامة” ليكون لها نصيب بمقعد جامعي في جامعة أنقرة مع بقية زملائها، إلا أنّ ذلك لم يكلل بالنجاح بسبب تأخرها على المنحة يوماً فقط، لتعود لنقطةِ البداية وتنتقل إلى مدينةِ إسطنبول وتبدأ حياة جديدةً بين الرسم والدراسة الحرة لمعاهد اللغة التركية لتصل أخيراً لكلية الفنون الجميلة في إحدى جامعات إسطنبول.
كان للرسامة العديد والعديد من الاهتمامات، التي كانت ترتبط بشخصيتها في إيصال رسالةٍ خاصة للعالم بما يدور في سورية من ظلم واستبداد على الشعب السوري، لتتعلم فن فيلوغرافيا والحرق على الخشب مع موهبتها الأساسية في الرسم، وتشارك بذلك في أكثر من عشرين معرضٍ في تركيا كان أغلبها مع الأتراك، حيث جسدت من خلال هذه المعارض كل معاناة الشعب السوري بكل فئاتهِ.