اميليا دراغومير
اعتقد أن حياتي منظمة بشكل جيد: فانا أنام ست ساعات يوميا على الأقل,أتناول ثلاث وجبات كل يوم, لا أدخن, لا أشرب الكحول, , أمارس الرياضة كل أسبوع. أصدقائي جيدون ولطيفون.
ومع كل ذلك... من يستطيع أن يضمن لي أن كل هذه التصرفات التي أفعلها ستساعدني لكسب مهنة مرموقة و حياة سعيدة... ؟
ألا نحتاج إلى الخروج عن المألوف بين الفينة والفينة؟
وهل هذا الخروج يجعل حياتنا مفعمة بالحيوية ومثيرة أكثر؟
سأحاول أن أقدم الأجوبة الملائمة, وبرغم أنني أفكر في تلك المواضيع منذ وقت طويل و لكن حتى الآن لم أصل إلى النتيجة الحاسمة .
بالنسبة لي هذه الامورعادية, ولكن في نفس الوقت, على ما يبدو أن تلك الأمور ليست عادية بالنسبة للشخص الذي يعيش بجانبي . كذلك بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في بلدي, وعمرهم قريب من عمري وينتمون إلى نفس الجنسية والدين.
في خضم المشاكل لا نعرف من يقرر ماهو عادي وما هو غير عادي. القرار يعتمد على قيمنا, وعلى المبادي التي نفضلها ونخلص لها.
كل الوقت أحاول أن أفهم الاشخاص الذين يعيشون في نفس المجتمع الذي أعيش فيه, خصوصا عندما يفعلون أشياء مغاير ة لتفكيري.
واتسائل أانا أفكر بشكل مختلف أو مغاير أوربما معارض؟ .
أريد أن أفهم لماذا ذلك الشخص يسلك هذا الطريق!.
مثلا لي صديق يدخن احيانا. في البداية كنت مغتاظة من تصرفاته و قلت لنفسي يجب أن أقنعه بخطورة التدخين .و بعد فترة أعدت نظرتي للموضوع .
من أنا لأعطي نصائح لفرد أكبر مني بأربع سنوات وخاصة انه مديرا لشركة مهمة؟!
من أنا لأقرر ما هو جيد بالنسبة له .
التدخين من وجهة نظره شيء جميل,هو ليس مدمنا على الحشيش (حتى الآن على الأقل ) وفي نفس الوقت هو يشعر بالسعادة حين يدخن.
نحن شخصيات مختلفة, نفكر بشكل مختلف. بعض الأشخاص الاتزان يساعدهم أن يعيشوا معيشة جميلة, ولكن البعض الآخر الاتزان لا يجلب لهم تلك السعادة لأن الحياة المتوازنة حياة مملة. يعطيهم إحساس بأنهم لا يفعلون أي شيء, وأن حياتهم ليست ممتعة ومن الضروري أن يغيروا تلك الحالة.
لا اعتقد أننا مؤهلين للحكم على الأشخاص الذين يعيشون بشكل مختلف. فنحن أيضا نعيش بشكل مختلف بالنسبة لهم , طبعا يجب علينا أن نحيا بشكل متوازن ولكن يجب علينا أن نعلم أن رؤيتنا الخاصة التي نقدرها مفيدة وجيدة لحياتنا الشخصية فقط .
في نفس الوقت هذه التوازن يأتي نتيجة المجتمع التي نعيش فيه. كل مبادىء المجتمع وعاداته وتقاليده تتغير من ثقافة إلى ثقافة أخرى. نحن أفراد في مجتمع يؤثر ويتأثر فيما كل مايتعلق بنشاطنا وإرادتنا واهدافنا.
كذلك, من الممكن أن نتكلم عن مشكلة أخرى, وبالنسبة لي هذه المشكلة مهمة ومثيرة للاهتمام وهي مشكلة مفهوم الارهاب
الإرهاب. هو مشكلة جدية للعلم كله. يبذل المحللون والخبراء جهودا ليجدوا له حلولا.
بعض الأشخاص الذين تم نعتهم بالإرهاب هم أشخاص يعانون منه . ونحن نعتبرهم إرهابيون لان الإعلام يقدم لنا صورتهم هكذا. وفي نفس الوقت هم يعتبرون في بلدانهم أبطال ! , يدافعون عن قيم يحترمها الشعب هناك!! . الموضوع نسبي والكل يعتقد أنه يمتلك الحق !!!.
الفترة الزمنية التي نعيش فيها مهمة جدا لتطوير شخصيتنا. أستطيع أن أقول أننا لسنا مثل الجيل السابق. أفكارنا ورغباتنا واهدافنا مختلفة. من الممكن هذا هو سبب الاختلاف بين الاجيال – كل شخص وعنده موازنته الشخصية.