رومانيا بغالبية 65% من المصوتين تدعم الأحزاب المؤيدة للإتحاد الأوروبي و حلف شمال الأطلسي الناتو، على حساب الأحزاب و التكتلات اليمينية الشعبوية والسيادية و التي حظيت بدورها بدعم حوالي 35%من الأصوات،
سبعة أحزاب إستطاعت حجز مقاعدها في البرلمان الروماني المؤلف من مجلس النواب "330مقعد"
منها 19 مقعد مخصصة للأقليات الوطنية،
و مجلس الشيوخ 136
مقعد،PSD الحزب الإجتماعي الديمقراطي يسار الوسط وهو حزب تقليدي داعم للتوجه الأوروبي حافظ على الصدارة بحوالي 115 مقعد تقريبًا ،
يليه تحالف وحدة الرومانيين AUR وهو حزب من تيار اليمين ينتمي إلى الأحزاب السيادية الشعبوية 90 مقعد تقريبًا ،
ثم الحزب الوطني الليبرالي PNL حزب تقليدي من يمين الوسط داعم للتوجه الأوروبي 65 مقعد تقريبًا،
وحزب تحالف إنقاذ رومانيا USR ب 60 مقعد وهو حزب وسطي داعم للتوجه الأوروبي و تتزعمه المرشحة إيلينا لاسكوني المتنافسة في الحولة الثانية من إنتخابات الرئاسة،
و بعد ذلك حزب S. O. S الذي تتزعمه ديانا شوشواكا و هو حزب يميني سيادي 38 مقعد،
و والتحالف الديموقراطي للمجريين في رومانيا حزب يمين وسط داعم للتوجه الأوروبيUDMR 35 مقعد،
وحزب POTالداعم للمرشح كالين جورجِسكو المتنافس في الجولة الثانية من الإنتخابات الرئاسية وهو حزب يميني سيادي بدعم القيم المحافظة 35 مقعد،
طبعًا الأرقام الواردة تقريبية وهناك حوالي 10 مقاعد ستتوزع على الأحزاب أعلاه ،
أبرز الملاحظات أن نجاح لاسكوني و جورجِسكو في الجولة الأولى مرده عقاب الناخب لقيادات الأحزاب السياسية التقليدية PNL و PSD و ليس دعم لحزبي المرشحين.
تشكيل الحكومة الجديدة قد يكون بعد مخاض عسير و تنازلات مؤلمة و الكثير سيفضل مقعد المعارضة أو الداعم من خارج الحكومة، أي حكومة ستعتمد في عدة ملفات على أصوات نواب الأقليات الوطنية ال 19 "وهي الداعم التقليدي" لتأمين الأغلبية، لا يوجد تيار لوحده قادر على تشكيل حكومة أغلبية وأي حكومة أغلبية مستقرة تحتاج على الأقل إلى تحالف 3 أحزاب ، أثبت PSD مرة أخرى أنه رمانة ميزان الحياة السياسية في رومانيا رغم تواضع نسب التصويت له في الخارج وفي إقليم ترانسيلفانيا إلا أنه حافظ على تفوقه النسبي في أولتينيا و مولدوفا ،حتى اللحظة PSD لم يعلن دعم أي من المرشحين في الجولة الثانية من الإنتخابات الرئاسية، وإن كان من المستبعد نظريًا دعمه جورجِسكو ،
أما PNL فبعد ضربة الإنتخابات الرئاسية إستفاق بشكل جزئي و عوض جزء من الخسائر محافظًا على معاقله في بعض مقاطعات غرب ترانسلفانيا ووسطها و الحزب أعلن دعمه لترشح لاسكوني ، أما AUR فنجح بالظفر بمقاطعات سوتشيافا و كونستانتسا و أراد و أعلن دعمه لترشح جورجِسكو ،و UDMR حافظ على معاقله في وسط ترانسلفانيا مضيفًا مقاطعات أخرى في شمالي ترانسلفانيا و من المرجح بشدة دعمه لترشح لاسكوني ،
نتائج الإنتخابات حسب رأي مراقبين ليست تصويتًا للأحزاب بل كانت معركة ما بين معسكر داعم للتوجه الحالي الذي يدور في فلك الإتحاد الأوروبي و الناتو و بين توجه يريد التغيير و إنتهاج إستقلالية أكبر و التوجه نحو خيارات أخرى، نعم إنتصر المعسكر الداعم لفكرة الإستمرار بالإندماج الأوروبي، ولكن الطرف الثاني لم يُهزم بشكل ساحق، وبدون تغيير حقيقي و عملية إصلاح جذرية في غضون 4 سنوات، قد تنقلب الأمور، خاصة في ظل أزمات سياسية واقتصادية ستترك آثارًا عميقة وتزيد من خيبات الأمل بين صفوف الفئات الأكثرر حاجة و الأقل تعليم و الأكثر تأثر بنظرية المؤامرة عبر مواقع التواصل الإجتماعي ،وبدون نخب سياسية شفافة مستعدة لسماع صوت الشعب وتخاطبه بفعالية بالطريقة التي يفهما،
سوف تستمر الحركات السيادية الشعبوية في تقديم نفسها على أنها وحدها "الحل الحقيقي"، الطبقة السياسية ملزمة بالإصلاح و التغيير و الإستماع إلى صوت الجميع و مخاطبته ليس فقط عبر الوسائل التقليدية فمقطع مصور عبر تيك توك أثبت أنه أكثر تأثير من عشرات اللوحات الإعلانية في الشوارع أو المنشورات الورقية التي تكلف الكثير،بعض المراقبين أشار إلى أن يوهانيس الذي بقي على مدة ولايته أقل من ثلاثة أسابيع قادر على دعم تشكيل حكومة داعمة للتوجه الأوروبي تستمر 4 سنوات بغض النظر عن إسم
ساكن/ةقصر كوتروتشِن الجديد.