ثقافلوجيات....
قد يحقق التخلي عن المبادئ والنواميس والقيم الأخلاقية مصلحة على المدى القريب،و لكنه حتمًا سيؤدي إلى خسارة فادحة لا تعوض على المدى البعيد،
مثل التاجر الذي يزيد أرباحه مؤقتا بغش الناس،أو صانع المحتوى الذي يقدم محتوى بعيد عن كل ما يؤمن به فقط من أجل أن الجمهور عاوز كدة وأن ذلك هو الطريق الأسرع إلى المال، ولكن ولو بعد حين عندما يُكتشف غشه و حقيقته سيخسر كل ما ظن أنه قد كسبه لأنه أسس بنيانه على شفا جرف هار سينهار به عند أول محك.
لو أردت أن أختصر كل شر العالم في جملة واحدة لكانت" طغيان شهوة الحواس إلى درجة إذلال العقل وإستباحة اليقين لتحقيق غرضٍ واحدٍ هو سعادة الحياة المادية" ، فليس سرًا أن أفقر الفقراء ليس الذي لا يجد الطعام ولكنه الذي لا يجد غذاء روحه، فطعن الضمير بسكين بروتس وإعلاء الأنا لن تجلب سعادة الروح، ولذة المال لا تتجاوز الحواس، فالمال وإن وفر كل شيء مما نرغب ونشتهي ولكنه لن يستطيع أن يمنح القلب سعادته إلا إذا أعطاه بالخير والفضيلة،فترى الشخص الذي ضلَّ في سعيه وقد أَنفَقَ مِن عُمره ما لا يُرَدُّ، طمعًا في ابتغاءِ ما لا يُدرَك،فما عُمرُ الإنسان بمقدارِ الزمنِ الذي عاش فيه بالمطلق ، ولكنه بمقدارُ ما عاش فيه وقد غمره فيها اليقين والرضا .