كلمات في وداع سفيرة الجمهورية التونسية

سفارات
Typography
  • Smaller Small Medium Big Bigger
  • Default Helvetica Segoe Georgia Times

احدى مساوئ العمل الدبلوماسي هي عدم الاستقرار في مكان ما ، فما ان يحط الدبلوماسي رحاله في بلد ما ويبدا بالتعرف على محيطه وطبيعته وأهله،  حتى يأتي وقت مغادرته لانتهاء فترة عمله.

بعض السفراء يرحلون ويتركون ذكريات عطرة لا تنسى  كالسفيرة المصرية "وفاء بسيم"  التي لازالت الجالية العربية تذكرها حتى بعد مرور مايقارب ال 20 عاما على مغادرتها رومانيا، والسفيرالكويتي "يعقوب يوسف العتيقي"  والسفير العراقي المرحوم " عادل مراد"  وسفير دولة قطر " سعد محمد الكبيسي"  وسفير السعودبة "عبد الرحمن الرسي" والسفير الفلسطيني " احمد المجدلاني".

نضيف اسمين على قائمة السفراء المتميزين  في هذا العام  سيغادرنا أفضل وانشط واهم السفراء العرب في رومانيا وهم السفيرة التونسية "رجاء بن علي"  والسفير الأردني ""سفيان القضاة".

السفيرة التونسية" رجاء بن علي"   كانت من أهم وانشط واكثر السفراء العرب حضورا وتميزا، فقد تميزت عن اقرانها  بالحضور القوي والمشاركة الفعالة والعمل الدؤوب  والنشاط الكبير.

وتركت اثرا لاينسى، وخاصة لدى الرومان ممن عرفوها واستقبلوها وكتبوا عنها، وقد تمكنت من كسر معادلة المخصصات والميزانيات التي يستخدمها بعض السفراء للتقاعس والاستكانة والكسل  فمخصصات السفارة التونسية قليلة مقارنة ببعض السفارات العربية الأخرى, بل هي اقل سفارة تمتلك مخصصات مالية وكوادر بشرية، ولكنها ومع ذلك صنعت من هذا القليل ثروات من العلاقات وقامت بالمئات من الزيارات ووقعت العشرات من الاتفاقيات وغطت بنشاطاتها وبكادرها البسيط فعاليات ثقافية واجتماعية وأجرت لقاءات إعلامية ..وقد شبهتها الصحفية الرومانية "مارينا" في احدى مقالاتها بالنحلة التونسية! فلايوجد بلد ومنطقة في رومانيا لم تصلها وتوقع معها اتفاقيات  ولايوجد وزارة ومؤسسة او جامعة تهم التونسيين الا وكانت السباقة للتواصل معها. ولايوجد طالب تونسي موفد او مهاجر تونسي مقيم  الا والتقت به واستمعت الى مشاكله.

يؤلمنا مغادرة السفيرة التونسية بعد ان عرفناها وعرفها الرومان وعرف تونس من خلالها، ولكننا وكجالية عربية نفخر بأمثالها،  كونها قدمت نموذجا مشرقا مشرفا ناجحا للمرأة العربية الدبلوماسية ولبلدها تونس ، وتفوقت على نفسها في إعطاء منصبها قوة واهمية،  وتفوقت على بعض السفراء العرب الذين منحهم منصبهم اهميتهم وبعضهم من اساء الى منصبه وبلده بتصرفاته اللادبلوماسية ولهذا مقال اخر.

صفحات التاريخ لا تنسى الإنجازات ولو رحل السفير اليوم من رومانيا فان اعماله وانجازاته ونجاحه مسجلة في ذكرياتنا.

و بصمة النجاح والتميز ستبقى تحكى في كل مناسبة، وسنتحدث دائما عن سفيرة تونسية متفوقة اسمها " رجاء بن علي" ولو بعد عشرات السنين.

سعاد ة السفيرة رافقتك السلامة وتحية للديبلوماسية التونسية التي كلفت امثالك وامثال السفيرة السابقة "سلوى البحري" فرفعوا اسم بلدهم عاليا .

مع كل سفير غادرنا نسكب الماء خلفه،  بعضهم يكون الماء ماء دموعنا حزنا على مغادرته كما سكبناها اليوم على مغادرتك،  والبعض الاخر يكون ماء تنظيف الأثر السيئ الذي تركه وراءه .

النادي الروماني العربي للثقافة والاعلام

مازن رفاعي